الأربعاء، 26 يناير 2011

مدينة الغباء !

كتبوا فيها آلاف القصايد
فاقت قصايدهم كل ماقيل عن مدن الرومانسيه والحب والورد الأحمر
لا أنطاكيه ولا قبرص ولا إسطنبول ولا لندن أو حتى باريس !

لا الشانليزيه ولا مشاتل الورد وشوارع العشّاق
إنكتب فيها مثل ما إنكتب في الرياض !

وأنا لي علاقة عكسيه
كل ما سمعت القصايد ولمحت الصور اللي يتوسطهم هالبرجين ( المملكه والفيصليه )
عرفت إن حبّهم كان حب منشأ وفطره !
ماكان حب لأجل الحب !

مثل اللي يحب والدينه لمجرد إنه مجبور إنه يحبّهم
وإنه لو إختار العكس بيطلع : عاق و قليل أصل والخ !

في قناعاته الراسخه يعرف إن مثلاً مافي الإنسان اللي قباله
شي واحد مميز يشفع له
لكنه يحبّه .. لأن الناس تقول كذا والعرف يقول كذا
والكون كله كذا !

وانا كرهت الرياض

قلتها وكتبتها وعنونت فيها فورمي :
قسوة وضوح ولا غموض يضيّعك

أحترم المخطيء اللي يعترف بخطأه
وأحتقر من يمارس جميع أنواع الأخطاء بالظلام !

ومدينة الغباء والظلام
يحلو لهم إطلاق المسميات على سكان المناطق الأخرى
بدعوى شرعنة الصياعة والدشره وتلطيف مسماها
( فري - داجين والخ )

في مدينة تمارس فيها أبشع انواع الأخطاء في الظلام
حتى إذا ما فاجأهم الضوء
تفاجأت ب أقنعة الملائكة والنزاهه التي يتقنون لبسها !

في مدينة تصفّق لإمتهان المرأه واحتقاره
في مدينة تنكسر فيها رقّة إمرأه كل ثانيه .. على يد مجرم يسمّى صورياً : ولي أمر

في مدينة تمارس فيها الخيانه ليلاً
ويمارس فيها الوفاء المصطنع المضحك صباحاً

في مدينة كل سكّانها خلوقين نزهاء أصحاب عفه وأخلاق وضمير
وأصحاب أخلاق تفوق الملائكة ملائكية !

أتقزز !

هناك وفي كل قاعة درس
أجد أن أول من يناقش في الأخلاق ويتكلم عنها
هو آخر من يرتديها

أجد في كل زاوية أوّل من يتكلم عن الصداقه
هو أول من يخونها

وأوّل من يحترم الحب وينادي به
هو أول من يدوسه بقدميه !

..

في مدينة تنحشر فيها أعين الماره عليك
كل لحهه بفضوليه مقرفه

في مدينه تمارس قتل الطموح مبكراً
ودفن الدين بمسمّى العادات المتخشّبه

في مدينة تمارس كل اللاشيء !
في فوضويه عارمه .. مرتبه ظاهرياً !

..

في كل لحظه أناقش فيها كائناً بشرياً
عن أفكاره !

أتقوقع أكثر !
على نفسي وعلى مبادئي وتزداد قناعاتي اقتناعاً ببعضها !

هنا الابيض لا وجود له
هنا النور لايعرف إلا في حالات نادره
والظلام قد طغا حتى غطّا على نور الشمس الصافي !

هنا لا مكان سوى للظنون الغبيه
والأفكار المتحجّره

هنا لا مكان لي
لا مكان !


أنا لن أعود !

..

لا للزواج هنا أو حتى للدراسه أو للعمل
لا لكل الخطط المستقبليه إن كانت تمر بهذه المدينه الغبيه !
المسمّاه ظلماً رياض !


أنا لن أعود
أنا لن أعود
ف أحرقي في غربتي سفني
وإرمي القلوع وسمّري فوق اللقاء عقارب الزمنِ

وخذي فؤادي
إن رضيتِ ب قلّة الثّمن !؟ - أحمد مطر

ليست هناك تعليقات: